إن مدينة الرستاق مدينة ذات عراقة ترتبط بالتاريخ العماني الإسلامي ويرتبط بها هذا التاريخ منذ القدم ، حيث رسم العظماء في هذه المدينة آثارهم وملؤوا التاريخ وشادوا دعائمه بعرق جبينهم ، وبجدهم المتواصل في هذا الحياة فقد بنوا التاريخ بالعرق والدم حتى ارتفع صرح المدينة شامخا ، وسجل التاريخ آثارهم بمداد من المجد على صفحات من العز ، وصار المتأخرون يفخرون بأمجاد الماضييين ، حرصا منهم على بناء لحاضر بدعائم ثابتة من الماضي . فبدأت مكانة الرستاق تظهر قبل الإسلام وتطورت بعد الإسلام ، وعلا شأنها وارتفعت مكانتها وبلغت ذروتها في عهد اليعاربة وبداية عهد آلبوسعيد ، حيث كانت عاصمة لعمان منذ عهد الإمام ناصر بن مرشد اليعربي ، الذي هو من نتاج هذه المدينة العريقة ، واستمرت طوال عهد اليعاربة ، وكان لعلمائها الفضل الكبير في توحيد البلاد وحمل راية الجهاد وطرد البرتغالين من عمان وسواحلها ، بل طهرت سواحل الخليج وشرق أفريقيا من الاستعمار ، وهو فضل كبير خلد ذكراه التاريخ وغدت الرستاق شامخة تضاهي المدن الإسلامية حضارة ومكانة .وحتى بعد دولة اليعاربة ، فقد شهدت الرستاق ميلاد دولة آلبوسعيد ، حيث اتخذ الإمام أحمد بن سعيد ( مؤسس دولة آلبوسعيد ) الرستاق عاصمة له ومقرا لإقامته ، فحظيت في ظل حكمة بمكانة كبيرة ، فقد أصلح ما دمرته الحرب ورمم حصن وقلعة الرستاق ، وخرجت من هذه المدينة الجيوش لتنظيم الإدارة في مدن عمان .وخرجت منها حملات بحرية سيرها الإمام نحو لنجة لصد الفرس عنها . وحملة أخرى لنصرة أهل البصرة . وحملة ثالثة إلى بنجور بالهند ، واهتم الإمام بالزراعة وأصلح الأفلاج والعيون ورتب الرستاق لتفي بالغرض الذي من أجله اتخذها عاصمة . وقد دفن الإمام في هذه المدينة العريقة وما زال قبره موجودا حتى الآن ، وقد بنى له إبنه الإمام سعيد ابن أحمد قبة إكراما له ، ثم بويع من بعده ليكون حاكما على عمان ، وكذلك اتخذ الرستاق عاصمة له .
من أنا
- القلم الصامت
- لا تحسبن المجد تمرا انت آكله لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا....... ولا تجزع اذا أعسرت يوما فقد أيسرت في الزمن الطويل ولاتظن بربك ظن سوءفإن الله أولى بالجميل....
٠١/١٢/٢٠٠٨
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق