من أنا

لا تحسبن المجد تمرا انت آكله لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا....... ولا تجزع اذا أعسرت يوما فقد أيسرت في الزمن الطويل ولاتظن بربك ظن سوءفإن الله أولى بالجميل....

٠١‏/١٢‏/٢٠٠٨

مكانة الرستاق التاريخية

إن مدينة الرستاق مدينة ذات عراقة ترتبط بالتاريخ العماني الإسلامي ويرتبط بها هذا التاريخ منذ القدم ، حيث رسم العظماء في هذه المدينة آثارهم وملؤوا التاريخ وشادوا دعائمه بعرق جبينهم ، وبجدهم المتواصل في هذا الحياة فقد بنوا التاريخ بالعرق والدم حتى ارتفع صرح المدينة شامخا ، وسجل التاريخ آثارهم بمداد من المجد على صفحات من العز ، وصار المتأخرون يفخرون بأمجاد الماضييين ، حرصا منهم على بناء لحاضر بدعائم ثابتة من الماضي . فبدأت مكانة الرستاق تظهر قبل الإسلام وتطورت بعد الإسلام ، وعلا شأنها وارتفعت مكانتها وبلغت ذروتها في عهد اليعاربة وبداية عهد آلبوسعيد ، حيث كانت عاصمة لعمان منذ عهد الإمام ناصر بن مرشد اليعربي ، الذي هو من نتاج هذه المدينة العريقة ، واستمرت طوال عهد اليعاربة ، وكان لعلمائها الفضل الكبير في توحيد البلاد وحمل راية الجهاد وطرد البرتغالين من عمان وسواحلها ، بل طهرت سواحل الخليج وشرق أفريقيا من الاستعمار ، وهو فضل كبير خلد ذكراه التاريخ وغدت الرستاق شامخة تضاهي المدن الإسلامية حضارة ومكانة .وحتى بعد دولة اليعاربة ، فقد شهدت الرستاق ميلاد دولة آلبوسعيد ، حيث اتخذ الإمام أحمد بن سعيد ( مؤسس دولة آلبوسعيد ) الرستاق عاصمة له ومقرا لإقامته ، فحظيت في ظل حكمة بمكانة كبيرة ، فقد أصلح ما دمرته الحرب ورمم حصن وقلعة الرستاق ، وخرجت من هذه المدينة الجيوش لتنظيم الإدارة في مدن عمان .وخرجت منها حملات بحرية سيرها الإمام نحو لنجة لصد الفرس عنها . وحملة أخرى لنصرة أهل البصرة . وحملة ثالثة إلى بنجور بالهند ، واهتم الإمام بالزراعة وأصلح الأفلاج والعيون ورتب الرستاق لتفي بالغرض الذي من أجله اتخذها عاصمة . وقد دفن الإمام في هذه المدينة العريقة وما زال قبره موجودا حتى الآن ، وقد بنى له إبنه الإمام سعيد ابن أحمد قبة إكراما له ، ثم بويع من بعده ليكون حاكما على عمان ، وكذلك اتخذ الرستاق عاصمة له .

ليست هناك تعليقات: